الخميس، 28 يناير 2016

الزواج في الجـــزائر؟؟؟

أزواج أم محاسبون ماليون؟!








تحولت بعض البيوت في زماننا هذا، الذي طغت فيه المصلحة على الحب، وسكنت النقود أعماق القلب إلى فروع للتسيير والمحاسبة لشركة كبرى تسمى الزواج، يشغل فيها الزوج منصب المراقب المالي أو المحاسب، وتشغل الزوجة منصب المسيّر المستهتر الذي يصرف كل ما في الخزينة المتواضعة على أمور بلا أهمية، فتتحول بذلك الحياة الزوجية إلى مجرد حسابات مالية لا تنتهي، وتصاب الشراكة الدائمة بإفلاس لا مثيل له من ناحية العواطف والأحاسيس، والشعور بالمسؤولية اتجاه الأبناء الذين يشهدون يوميا اتهامات يتقاذفها آباؤهم كالتبذير والإسراف وسوء التسيير وغلاء الأسعار، وما إلى ذلك من المصطلحات الاقتصادية التي أخذت مكان كلمات الحب والشوق والغزل..
جواهر الشروق تقدم من إحدى العائلات التي تعيش تحت حصار الرقابة المالية وسوء التسيير، فكانت النتيجة بعد مقابلة الزوج والزوجة حكم وعبر، لخصناها لكم بالتسلسل كي تعمّ الفائدة.
زوجي محاسب مالي !
مما لا شك فيه أن المرأة بطبعها تعشق الرجل المعطاء الذي يفرغ جيوبه أمامها ليمنحها تعب يومه وشقاء عمره كي تتفنن في إبراز قدراتها الشرائية ولتبعثر نقوده يمنة ويسرة حتى ترضي جميع رغباتها، وإذا ما ثار يوما في وجهها بعد حصول عجز في تغطية جميع نفقات البيت، وطالبها بحساب دقيق لمصاريفها، تنشب حرب كلامية بينهما لا يتسع المجال لذكر شيء فيها عدا البيع والشراء واقتصاد السوق، تقول السيدة ربيعة: " منذ تزوجت أوكل لي زوجي مهمة التصرف في نقوده لشراء ما يلزم، حيث يضع مرتبه شهريا بين يدي وفي نهاية كل شهر يبدأ في أداء دوره كمحاسب مالي، إذ يطالبني بكتابة تقرير شامل عن كل ما اشتريته مع ذكر الثمن طبعا حتى يحسب ويندب، لأني وبكل صراحة أضعف أمام بعض الكماليات، وأمام إلحاح الأبناء، وأضطر أحيانا للاستدانة، ولكن ماذا أفعل إن كانت المشكلة في غلاء الأسعار، ومغريات السوق، وطلبات الأبناء التي لا تنتهي؟! "
زوجتي متصرفة فاشلة!
لم أعجب يوما في حياتي كعجبي من الرجل الذي يعلم بفشل زوجته كمسيرة لنقوده ومع ذلك يعتمد عليها ويضع كل شهر مرتبه بين يديها كي تتصرف فيه كما تشاء فاتحا بذلك المجال لجدال عقيم ودائم محوره النقود ولا شيء غيرا لنقود، وكأن الحياة لا تحلو له إلا إن تبادل الشتائم معها وحمّلها مسؤولية التبذير والإسراف، يقول السيد عبد الحق: " في كل مرة أتأكد من عجز زوجتي عن إدارة شؤون البيت، ومع ذلك أجد نفسي أعطيها كل النقود التي أجنيها، وتقبل هي بكل سرور على الرغم من أننا نتشاجر يوميا بشأن الأمور المالية فأهددها بحرمانها من الراتب ابتداء من الشهر المقبل، وتقسم هي بأغلظ الإيمان بأنها لن تلمس فلسا واحدا.. ومجددا نقع في نفس الخطأ ونعيد الكرة في كل مرة حتى أصبحت حياتنا مرّة على مدار السنة ".
لا مكان للحب في عائلتنا!
بين الزوج المحاسب والزوجة الفاشلة في التسيير نجد الأبناء ساخطين عن الوضع الذي آلت إليه العائلة، فهم وكأفواه جائعة لا منتجة ولا متصرفة يأخذون جانب الحياد ويقفون في الوسط، ومع ذلك فهم متضررون نفسيا من نمط حياتهم والوتيرة التي أصبحت تسير عليها، تقول حياة: " لا مكان للحب في عائلتنا على الإطلاق فأبي وأمي يتشاجران على الدوام بسبب الأمور المالية، ومنذ وعيت على هذه الدنيا لم أسمع كلمة حلوة يهمس بها أبي في اذن أمي أو العكس، وكلاهما على خطأ حسب اعتقادي، فأمي لا تقدر تعب والدي وتصرف كل ما يعطيه لها دون شفقة، وأبي على الرغم من علمه بهذا، إلا أنه يمنحها الحق في التصرف ثم يلومها لنبدأ في سماع كلمات السوق والاقتصاد وكأننا في شركة وليس أسرة! "
لا تكوني أبدا المسيّرة
سيدة واعية جدا وقعت يوما في فخ الحسابات المالية مع زوجها استقالت من منصبها كمسيّرة لنقوده وتركته يفعل ذلك بنفسه وفي غضون شهرين استقال هو الآخر من وظيفته كمحاسب مالي، وتحسّنت الأوضاع في العائلة وعن هذا تقول: " على المرأة أن تترك لزوجها مهمة التكفل بجميع المصاريف حتى لا يأخذ دور الرقيب عليها، لأنه حينما يصرف سوف يعرف ماذا يشتري وبكم، ولن يلومها بعد ذلك ولن تكون هناك أية مشاكل، وأنا أقول هذا عن تجربة فبعدما سلمت زوجي زمام الأمور انتعشت حياتنا من جديد ولم تعد مجرد حسابات مالية كما كانت من قبل ".

0 التعليقات:

إرسال تعليق